lundi 19 février 2018

خُبراء تونسيون يوضحون أسباب رفض تونس هبة بـ3 ملايين يورو من 'الناتو'

وفي تصريح لوكالة الأناضول، قال الجنرال السابق في الجيش التونسي أحمد شوبير، أن "المؤسسة العسكرية في مسائل التعاون تحافظ دائما على سيادة البلاد، ولا تتنازل قيد أنملة على كل ما يمس بها" معتبرا أن التعاون مع المؤسسة العسكرية يكون متوازنا دون تنازل في أي مجال من المجالات.

وأضاف: " كل دولة تحترم نفسها وسيادتها وتعتز باستقلالها يجب أن تتخذ هذا الموقف (الرفض)".

وتابع شوبير "نحن في المؤسسة العسكرية لا نقبل المساعدات أو الهبات بشروط مسبقة، هناك دائما تعاون يجب أن يكون صادقا ومتوازنا...تعاوننا مع كل الدول في المجال العسكري كان دائما متكافئا".
من جهته قال العميد السابق في الجيش التونسي، مختار بن نصر، إن "حلف شمال الأطلسي عادة ما يربط المساعدات المالية أو الفنية أو العسكرية ببعض الشروط" مضيفا أن "الناتو يسعى لوضع خبراء عسكريين دائمين ضمن هذا المركز، مع العلم أنه خاص بالجيوش التونسية الثلاثة.

ولفت بن نصر إلى ان هذه "مسألة سيادية تخص العمليات العسكرية، لأن كل من سيوجد بالمركز سيطلع على كل الأسرار والمعلومات والمخططات الحاضرة والمستقبلية" مشير إلى أن "تونس ترفض مثل هذه المقترحات من منطلق الحفاظ على سيادتها واستقلالية قرارها".

وفي نفس السياق أوضح أن تونس "لم تقبل في السابق أي طلب يمس بالسيادة الوطنية".

ورأى أنه "في حال لم تتحصل تونس على الهبة المقترحة، يمكنها أن تعوّل على إمكانياتها الذاتية لإنجاز المركز، وترفض أن تكون فيه أطراف دولية، سواء وقتية أو دائمة".

وأكد بن نصر على أن "الموضوع حساس جدا وسيادي يهم جيشنا وأمنه وسلامة المعلومات".
ووفق نفس المصدر، قال المحلل السياسي، عبدالله العبيدي، إن "تونس كانت دائما حريصة على سيادتها" وثمن موقف وزير الدفاع، قائلا: "هو موقف دولة وحكومة كاملة، ولا يمكن إلا أن أسجل باستحسان ورضا مثل هذه المواقف".

واستدرك: "لكن لا أعتقد أن تونس لها القدرة على رفض أي طلب للحلف، لأنها ليس لها من الموارد والثقل والحجم ما يسمح لها بالاستقلال برأيها".

وتابع العبيدي: "في الآونة الأخيرة اختلطت الأوراق في المنطقة، وتونس ليس لها من الحجم ما يسمح لها بالدفاع على كيانها وترابها، أمام الهزات التي عرفتها مؤخرا".

واعتبر أن تونس "فقدت الكثير من أسباب المناعة والحصانة سواء الأمنية أو العسكرية"، بسبب هذه الهزات الممثلة بالأحداث التي أعقبت ثورة البلاد نهاية 2010.

وأشار العبيدي إلى أن "حلف شمال الأطلسي عندما يقترح فذلك يكون إملاء وليس اقتراحا، لأن هناك علاقات اقتصادية وتجارية مع الدول الممثلة داخل الحلف".

ومضى في ذات السياق قائلا "تونس تأخذ كل شيء من الناتو، لأنها لا تصنع الأسلحة".

وبخصوص الأسباب التي دفعت الناتو لتقديم هذا المقترح، رأى العبيدي أنها "ربما تعود للرغبة في التوقي من شرور الهجرة غير المنظمة والإرهاب، وإلى بعض المسائل الاقتصادية".

ولم يستبعد المحلّل أن يعيد الناتو الكرّة بعرض المقترح من جديد، "ولن يكتفوا لأن لهم أوراقا سيساومون بها، للوصول للنتيجة التي يريدونها".
وكانت وزارة الدفاع قد أعلنت الإثنين رفضها مقترحا لـ"ناتو" يتمثل في حصول تونس على هبة بـ3 ملايين يورو مقابل موافقتها على الحصول على مساعدة خبراء دائمين، في مركز عمليات للجيوش التونسية الثلاثة تعتزم تونس استحداثه.

وتعمل وزارة الدفاع على إنجاز مركز مشترك بين جيوش البلاد الثلاثة للتخطيط وقيادة العمليات، ولتحليل المعلومات، وإعداد المخططات، وقيادة العمليات المشتركة بين جيوش البر والبحر والطيران، في مجال أمن الحدود وتأمين الشريط الساحلي ومحاربة الإرهاب.